جبال البلقاء الاخباري: الثناء على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مبثوثٌ في القران ، وفي السنة ، وفي كتب السيرة النبوية ، فلو تتبعنا القران الكريم لوجدنا بأنّ الحق سبحانه وتعالى أثنى على هذا النبي العظيم ، وأنّه نبي الرحمة قال تعالى : "لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم (سوره التوبة :128) كذلك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم نجد المحدثين يعتنون بنقل شمائل النبي صلى الله عليه وسلم ، وما اختصه الله به فيعتنون بنسبه وفضله وأخلاقه الكريمة ، ومن ذلكم قوله صلى الله عليه وسلم :"مثلي ومثل الانبياء كرجل بنى داراً فأكملها واحسنها الا موضع لبنه فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون ويقولون لولا موضع اللبنة ، وفي رواية فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين "رواه البخاري وغيره ، أمّا كتب السيرة فهي مشحونة بأخباره صلى الله عليه وسلم ونسب آبائه ، وأجداده ، وقبيلته ومشحونة ايضاً بأشعار كثيرة يتعجب المرء من عدم وقوف البعض معها ؛ ليدركوا أنّ عنايه الامة برسولها أمر من أهم ركائز الشرع والدين
ومن ذلكم ما جاء من شعر عبد الله بن رواحة رضي الله عنه شهيد مؤته في الأردن، وهذا الشعر أيضاً ذكره البخاري في الصحيح ، ألا وهو قوله :
وفينا رسول الله يتلو كتابه إذا انشق معروف من الفجر ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقناتٌ أنّ ما قال واقع
وكذلك ما أاوردَته كتب السيرة من الاشعار الكثيرة والطويلة في مدح سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم تسليما كثيراً كقول كعب بن زهير رضي الله عنه
إنّ الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول
وبعد كل ذلك ما يردده البعض من أن محبة النبي عليه الصلاة والسلام لا تشمل مدحه ، ولا ذكر شمائله ، إنّما تنحصر فقط في تطبيق سنته ، هذا قصور في الفهم ، فتطبيق السنة والاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام أمر شرعي ضروري ، ولكنّ هذا الاقتداء لا يكون اقتداء بدون محبة ، إنما يكون قائماً على محبة النبي صلى الله عليه وسلم ، هذه المحبة المستلزمة للإكثار من ذكره ، وبيان فضائله وشمائله ، والاكثار من الصلاة والتسليم عليه ، صلوات الله وسلامه عليه