جبال البلقاء الاخباري: من أعلام النبوة ( من بيت المقدس إلى مؤتة)...د هاني خليل عابد
معجزاته صلوات الله عليه كثيرة
دلائل النبوة كثيرة مشتهرة ، مبثوثة في كتب السيرة ، وكتب الحديث الشريف ،إضافة لمن أفردها بالعناية والبحث مثلما فعل البيهقي ،وكذا أبو نعيم كل منهما في كتابه الذي سماه ب دلائل النبوة ، وعلى رأس تلكم الدلالات القرآن الكريم ، ومعه دلائل مادية أخرى، كنبع الماء من بين أصابعه الشريفة ، وتكثير الطعام بين يديه ليأكل منه الجيش العرمرم ، فمعجزاته كثيرة غُرر ، ومن أعلام نبوته كشف الله الحجب له ليخبرعنها كأنه ينظر إليها في زمن لم تكن وسائل التواصل عن بعد معروفة فيه ، ومن ذلكم وصفه لبيت المقدس ،وأحداث غزوة مؤتة
فيما يتعلق بالحديث عن بيت المقدس
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لما كذبتني قريش قمت في الحجر فجلى الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه» (البخاري)
وعن أم سلمة قالت: قال فسألوني عن أشياء لم أثبتها فكربت كربا لم أكرب مثله قط فرفع الله لي بيت المقدس أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا نبأتهم به(رواه مسلم ) ووقع في حديث شداد بن أوس عند البزار والطبراني ثم مررت بعير لقريش فذكر القصة ثم أتيت أصحابي بمكة قبل الصبح فأتاني أبو بكر فقال أين كنت الليلة فقال إني أتيت بيت المقدس فقال إنه مسيرة شهر فصفه لي قال ففتح لي شراك كأني أنظر إليه لا يسألني عن شيء إلا أنبأته عنه وفي حديث أم هانئ أيضا أنهم قالوا له كم للمسجد باب ،قال ولم أكن عددتها فجعلت أنظر إليه وأعدها باباً بابا( للوقوف على تفصيل واسع لوصف النبي لبيت المقدس انظر فتح الباري لابن حجر )
فيما يتعلق بالحديث عن مؤتة
قال الماوردي في أعلام النبوة :" ومن أعلامه: أنه كشف الله تعالى له ما غاب عنه في جيش مؤتة،قلت فقد روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب - وإن عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم لتذرفان - ثم أخذها خالد بن الوليد من غير إمرة ففتح له»(رواه البخاري)وقوله (ثم أخذها خالد بن الوليد من غير إمرة ففتح له ، فيه من الفقه أن من رأى للمسلمين عورة قد بدت أن يتناول سد خللها إذا كان مستطيعا لذلك وعلم من نفسه مُنّة (قوة القلب) وجزالة (قوة العقل) (شرح ابن بطال للبخاري )
بشائر نبوية فيما يتعلق بمنطقتنا
إن وصف النبي صلوات الله لبيت المقدس ،وكذلك وصفه عليه الصلاة والسلام لأحداث مؤتة وما فيها من بطولة ،وتضحيات ،وإبداع ، يُظهر لنا عناية المصطفى صلوات الله عليه بهذه المنطقة من بلاد الشام ، وتأكيده على ارتباطه وارتباط أصحابه بها ، وفي ذلك ما فيه من دلالة على بركة هذه الأرض ، وتاريخها الحضاري في الإسلام ، مما يستدعي العناية بهذا التاريخ ، والمحافظة على هذه المنجزات الحضارية بالوعي ، والعلم والتماسك المجتمعي ، ومعرفة التحديات ،والقيام بالمسؤوليات ، والانتقال من ردة الفعل إلى الفعل الإيجابي المسؤول .