Skip Navigation Links
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
ارسل خبر
                 الجمعة , 03 أيار 2024 م
Skip Navigation Links
اخبار البلقاء
نبض الوطن
برلمانيات
رجال الوطن
اخبار المجتمع
عربي دولي
اخبار الرياضة
منوعات وفنون
واحة الايمان
اقلام حرة
الثلاثاء , 23 نيسان , 2024 :: 9:36 ص
الأرض ليست حافلة ركاب على خط الزرقاء عمان...رمزي الغزوي

جبال البلقاء الاخباري: ما زلت أضع يدي على دفة قلبي، كلما خصصوا يوماً لشيء نحتفل بذكراه عالمياً، وينشر صوره محرك البحث (جوجل) بطريقة مبتكرة وذكية، فهذا الاحتفال لا يعني إلا أننا أمام شيء آيل للنسيان، أو الانقراض، أو محفوف بالمخاطر، أو أنه يعاني مشاكل غاية في الصعوبة.

فعندما يخصصون يوماً للحب مثلاً، فهذا يعني أن العالم بات يواجه نقصاً حاداً في الحب، ولهذا جعلوا له يوماً ليتذكره الناس الغارقون في متاعبهم، فيتنشقونه ويشبعوا دمهم منه في احتفال ابلاستيكي قميء.

وزيادة في الهواجس المخيفة. فهناك ساعة للأرض، تتضامن فيها بعض مدن العالم وتطفئ بعض أنوارها لحماية الأرض من تفاقم خطر الاحتباس الحراري، وتزايد كميات ثاني أكسيد الكربون في سمائها. وهناك يوم للبيئة، وآخر للأوزون، ورابع لمكافحة الغازات الدفيئة، وخامس لميثاق الأرض. وغيرها مما لم أحط به خبرا.

يوم أمس احتفل العالم بيوم الأرض، وهو احتفال موسع يستهدف نشر الوعي بالبيئة الطبيعية لكوكب الأرض، والعمل على توفير الطاقة، وتخفيف انبعاثات غازات الكربون، لتلافي مخاطر التغيير المناخي والاحتباس الحراري. وسأسأل: هل بوسع هذا اليوم الوحيد أن يهمز ضمير الإنسانية، ويقول للعالم بأن عليهم أن يفكروا أكثر بكوكب الأرض، وأن عليهم أن يحموا الحياة عليها، ويتعاضدوا لأجل ذلك؟!.

وكما أن ساعة واحدة من الظلمة لا تكفي؛ كي تعيد النور لصواب الإنسان، فإن يوماً للأرض لن يكفي أيضاً. فالأرض ليست بحاجة لوقفات احتفالية ومؤتمرات لخفض درجة حرارتها درجتين مئويتين، والتغلب على ظاهرة الاحتباس الحراري، بالقدر الذي تحتاج فيه إلى أن نحرر الضمير الإنساني من محبسه وقمقمه، إننا لم نعانِ انحباساً حرارياً بقدر ما نعاني انحباسا ضميريا، لأن الإنسان بلا ضمير، يضرُّ حتى نفسه. فهل يستطيع الطب الحديث زراعة ضمير جديد لهذا العالم المتبلد؟!.

أتمنى لو يضخوا إلى الضمير العالمي أكسجيناً نقياً صرفاً، كي يتنفس بعمق وروية، عله يصحو من تبلده وغيبوبته وأنانيته. أريد أن نخفف من كمية غاز الكربون المنفوث في الأجواء، والذي يفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، ويهدد مناخ الأرض، بارتفاع حراري لا يطاق يهدد عش حياتنا!. ولنتذكر أن لا أحد منا يستطيع أن يطرق زجاج الشباك ويقول: أوقفوها، أريد أن أنزل!.

ولهذا فلن أؤيد الصرخة المدوية، التي أطلقها واحد من المتعبين ذات وجع: (أرجوكم أوقفوا هذه الأرض، أريد أن أنزل!). لأنني أؤمن أن هذا الكوكب الأزرق الوديع، هو بيتنا الوحيد، وليس حافلة ركاب على خط الزرقاء عمان نطرق شباكها، إذا ما أردنا النزول، في أي وقت نشاء. إنها مهدنا، ومعاشنا، ودربنا وحلمنا وقبرنا. إنها أمنا الأرض.

الدستور




التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :
البريد الإلكتروني :
* نص التعليق :
أرسل
2023 © جميع الحقوق محفوظة - موقع جبال البلقاء الاخباري

الموقع مرخص بموجب احكام قانون المطبوعات والنشر يمنع الاقتباس او اعادة النشر دون ذكر المصدر (جبال البلقاء الاخباري)،الاراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها فقط.