Skip Navigation Links
الرئيسية
من نحن
اتصل بنا
ارسل خبر
                 الخميس , 28 آذار 2024 م
Skip Navigation Links
اخبار البلقاء
نبض الوطن
برلمانيات
رجال الوطن
اخبار المجتمع
عربي دولي
اخبار الرياضة
منوعات وفنون
واحة الايمان
اقلام حرة
الأحد , 22 أيلول , 2019 :: 8:45 ص
طبيب الفقراء.. هل نتعظ!! - امان السائح -

جبال البلقاء الاخباري- كم هو مهيب ورائع ومؤثر ان يخرج الالاف في جنازة لا تحمل الا معاني الإنسانية، الالاف خرجوا فقط من اجل انسان ذي خلق مختلف!!..
انه شخص عادي ترك الانطباع عند الالاف وترك بصمة انسانية، لا يمكن لكل اموال العالم، ان تشتريها، الطبيب العام، الذي يعمل في مخيم اربد منذ عشرات السنين، يعالج ويمتهن الطب لأنه يؤمن بقسم الطبيب، ويؤمن برسالته النزيهة العظيمة، ويؤمن ان التاريخ لا يسخر المحبة الا لمن عرفها بخلق، لا تشبه احدا الا هو، الذي غاب واصبح الان بين يدي الرحمن، وكل الاصوات والوجوه والأعين والألسن تدعو له بالرحمة، لانه كما وصفه جلالة الملك صاحب الروح النبيلة.
تلك الروح الطيبة التي قدمت وخلال اكثر من 40 عاما، علاجا مجانيا لكل من لا يحمل مالا، ومالا لا تزيد قيمته عن الدينارين وتصل الى ربع دينار، لعلاج الجميع، وهو صاحب الموسوعة الطبية الرائدة، وعالج عشرات الالاف بعناية فائقة، وبلا اخطاء طبية.
رضوان السعد، هو ليس طبيبا فقط،هو انسان بامتياز وصاحب ذكرى لا تغيب، لن نقول عرف واشتهر بعد ان ترك هذه الدينا، لا بل كان معروفا بخلقه وتاريخه وروحه، كما قال الكثيرون، وهو ايضا قفز عن كل ملذات واموال الدنيا ليكون عفيفا كريما يقدم الخدمات لكل من طرق باب عيادته، في مخيم اربد الابي.
انه ليس طبيبا فحسب، انه صورة ونموذج وقصة انسانية غابت عن الكثرين بالمجتمع، وانه روح العصر التي نهشتها المصالح والاموال، والاحقاد، انه نموذج الحياة التي اخذتنا الى عالم الفساد والحقد، والغيرة الصماء، وكره الخير لمن حولك، والرغبة بقطع الارزاق، والتعايش مع الكره ورفضا للاخر، والبحث عن مكان امن فقط للمصالح الشخصية، والاستهانة بمشاعر الاخر.
انه العالم الذي يغيب هكذا للحظة دون استئذان، يسرقنا من اجوائنا، واسرتنا، ووسطنا المهني والشخصي، والمجتمعي، ولا يترك وراءنا سوى ذكرى جميلة، ودعاء من غريب قبل القريب، لأن ما يبقى هو الدعاء، المعاملة الايجابية، ومساعدة من تتمكن من ذلك له، هو قصة ايجابية تركت على معبر انساني لا يمت لأي شيئ بصلة، سوى الرغبة بالخير.
صديق الجميع، ابو الفقراء، الانسان الذي تحدث عنه الجميع، من يعرفه ومن لم يعرفه، كان اسطورة الحديث عبر كل مواقع التواصل الاجتماعي، وهو النموذج الذي يجب ان تضج به الالسن والاحاديث والتعليقات، لأن من يؤسس لعالم مختلف يجب ان يبنى على التقدير والانسانية والايجابية، ليس من اجل بناء مدينة فاضلة لأن هذا حلم، لا يمكن ان نصل له.انها الدعوة المجانية التي نستقيها من مشهد حياته، ان نتسامح، ونتصالح مع ذواتنا، ونترفع عن الاخطاء.
ولكن من اجل ان نتعظ ونعي جميعا، بأن كل شيئ سيغيب.. كل شيئ سيتلاشى.. كل شيئ لاقيمة له الا الذكر الطيب والعمل السامي، وانسانية العقل والمشاعر، فتلك هي الحياة، وطبيبنا رحمه الله بما فعل هو اصل الحكاية!!.


امان السائح



التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك، ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :  
البريد الإلكتروني :  
* نص التعليق :  
أرسل
2023 © جميع الحقوق محفوظة - موقع جبال البلقاء الاخباري

الموقع مرخص بموجب احكام قانون المطبوعات والنشر يمنع الاقتباس او اعادة النشر دون ذكر المصدر (جبال البلقاء الاخباري)،الاراء والتعليقات المنشورة تعبر عن رأي اصحابها فقط.