الجمعة , 27 آذار , 2020 :: 6:35 م
" لكل امرئ من اسمه نصيب د. سعد جابر"..بقلم: ايناس سليمان

جبال البلقاء الاخباري: للعرب حكمة وفراسة قلما نجدها في أمّة أخرى، ولهم قدرة عجيبة على استثمار التجارب، وإعادة تسييلها على هيأة كلمات موجزة مشحونة بالمعاني وسحر التأثير، كوّنت كمّاً وفيراً من الأمثال ، خلّدها اللغويون في مؤلفاتهم التراثية، وعُنوا بشرحها وإعادة حكاية قصتها التي أثارتها، ومن ذلك جهد الميدانيّ العظيم في مجمل الأمثال، وقد ورد فيه قول العرب:
لكل امرئ من اسمه نصيب.
لمع في ذهني مباشرة هذا المثل عندما أطلّ معالي الدكتور سعد جابر وزير الصحة يتلو موجزه عن الوضع الصحي، وتكرر تذكار المثل كلما أعاد الدكتور إطلالته.
الإطلالة مرتبطة بموقف عصيب، وخطر محدق، وإصابات مؤلمة، لكنّ الدكتور اللطيف يطلّ علينا واثقاً بابتسامة خجولة تتوارى، وبشاشة في الوجه، وانتقاء لِلَطيف الكلمات، فَتُبَدّد المخاوف، ويخيّم علينا الشعور بالأمان، ويغمرنا الإحساس بالأنس والإنسانية.
إنّه سعد ، حروف ثلاثة تحمل البشرى، وتستحضر عظماء الصحابة، وتبعث الطمأنينة وتستجلب السعادة.
وإنّه جابر، وهل مثلها كلمه تجبر ما تشظّى، وتدفع الألم والهم عن كل قلب كسير وتطرد الوحشة من النفوس الفَزِعَة، وتظلّل الجميع برِداء الأمان.
ولو تجاوزنا هذه المشاعر الانطباعية  عن الملامح الشخصية، وتداعيات الاسم النفسية والتاريخية، ولجأنا إلى العلم والعقل، ورحنا نبحث عن تاريخ هذا الإنسان، فإننا سنجد في كلّ ورقة نفتحها من ملفه، وتاريخ حياته ما يؤكد أننا في أيدي أمينة.
سلسلة من النجاحات، والقفزات الوظيفية، والتفوقات الطبية ، والانضباطات العسكرية، والاستقامة الأخلاقية والأسرية، والتخصص الدقيق الذي يفتح مغاليق القلوب، ويعيد إليها الأمل والنبض والحياة .
أيها الدكتور الإنسان العظيم،
كانت لك أسرة واحدة، ومرضى معدودون، فأصبحت الآن طبيباً لقلوب كلّ الأردنيين، حفظك الله، وأيّد يدك، وسدّد خطاك، وسنقف قريبا بعون الله على ذكرى هذا المرض، نذكرك، ونتذكر كلماتك الودودة، وطلاتك الدافئة.
حفظ الله الأردن تحت ظل الراية الهاشمية........